ولد الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط بكونيغسبرغ،سنة 1724 وتوفي سنة 1804 ميلادية، فيلسوفا ومفكرا بارزا واحداً من أبرز وأعظم المفكرين والفلاسفة الغربيين، كا اسبينوزا، ونيتشه، هيجل، آرثر شبنهاور إلخ... ايمانويل كانط شخص أخلاقي moral person وثاقب النظرة الفلسفية والأخلاقية، حيث عرفت فلسفته بنظرية الأخلاق، كما ساهمت مجهوداته الفكرية والفلسفية في تشكيل وبناء الفلسفة الحديثة. ألف مجموعة من الكتب كنقد العقل العملي، ونقد العقل المحض ( الخالص) ونقد ملكة الحكم . إلخ... مما اسهمت هذه الأعمال في الفلسفة الحديثة الغربية. مما لا شك فيه أن كانط تأثر فكره بالعوامل الثقافية والفكرية في عصره وبالأحداث والفكر، وكل مايخص التنوير الذي سعى في تعزيز الفكر والعقل والنقد. من البديهي أن فلسفة كانط فلسفة نقدية تسعى لإيجاد حلول منطقية وتحديداً حدود العقل البشري، على سبيل المثال في كتابه نقد العقل المحض ( الخالص) critique de la raison pure ،يرى كانط أن للعقل حدود وتناول فيه مجموعة من المواضيع المختلفة المتشعبة الفلسفية التي اثارت جدلا في الفكر والفلسفة، مثلا كيفية معرفة الإنسان للعالم وما يمكن أن يعرفه كالظواهر،وماهو خارج عن إدراكاتنا وسماه الشيئ في ذاته. يرى كانط أن المعرفة تتكون من المفاهيم العقلية والتفاعل مع التجربة الحسية. الأخلاق : Ethic . في أعماله الفلسفية قدم كانط النظرية الأخلاقية في كتاب نقد العقل العملي critique de la raison pratique حيث يؤكد فيه على أن يجب للأفعال ان تقيم على أساس النوايا، كما يشير فيه إلى أن كل فعل تبنى عليه القاعدة العامة وتصبح عامة على الجميع، كما أن القواعد العامة في اللغة القانونية معروفة بالتجريد أي تطبق على اي شخص كيفما كانت صفته. بالنسبة للفن والجمال :في عمله نقد ملكة العقل تناول كانط موضوعاً عن الجمال والطبيعة، يوضح فيه كيف يمكن للفن ان يثير مشاعر جمالية مختلفة عن الإستجابات الأخلاقية. قبل أن اختم الموضوع سأشير إلى نقطة من أجل إغناء الرصيد المعرفي واللغوي للقارئ يسمى علم الجمال بالاستيطيقا. وهذا المفهوم يوناني الأصل. خلاصة القول كان ايمانويل كانط له تأثير كبير على الفلاسفة الكبار كهيجل، ونيشه وراسل،كما أسست بمساهمته الفكرية مدارس فلسفية حديثة وجديدة مثل المثالية الألمانية، وساهم أيضاً في بناء وتطوير علم الأخلاق المعاصر، له دور بارز في الفلسفة الأخلاقية، كما أنه لا يخفى علينا ان كانط معروف بشخصية أخلاقية ومتميزة للغاية، ومن أعمدة الفكر الفلسفي في تاريخ الفكر والفلسفة، كما ترك بصمته الخاصة في مجالات مختلفة ومتعددة آثارت موضوع البحث في فلسفته، هذه البصمة الفلسفية جعلت مكانته راقيه وعالية في المجتمعات الغربية. الباحث عبد العزيز الصغيار