من المعلوم أن الحضارة اليونانية من أعرق الحضارات الإنسانية فوق البسيطة،
ظهرت هذه الحضارة بازدهارها في القرن التاسع قبل الميلاد، توسعت هذه الحضارة في
شتى الميادين الثقافية والفكرية والعلمية. تميزت الحضارة اليونانية بمجموعة من
الإنجازات في مختلف المجالات نذكر البعض منها
أولاً على المستوى العلمي - ساهم فلاسفة اليونان بمساهمة علمية هامة، وتحديداً في مجال الهندسة
والفيزياء، كانوا بارعين في الهندسة ومهدوا لمجوعة من العلوم التي ساهمت في بناء
وتطوير الحضارات الأخرى،فعلى سبيل الذكر أسس "اقليدس" علما يسمى
بالهندسة الحديثة، وهكذا في مجال الطب" لأبقراط" وكان له تأثيراً عميقاً
في مجال الطب، لأنه اعتبر "أب الطب" كما اعتبر سقراط أب الفلسفة.
"ابيقراط" قام بملاحظته في هذا المجال كا ابتكار نظام قائم على التجربة
والملاحظات، إضافة لتقدمهم في علم الرياضيات، إذن اليونانيين ساهموا بشكل كبير في العلوم.
ثانيا على المستوى السياسي - كان لليونان دوراً في صنع القرار كان هذا القرار نتيجة مشاركة المواطنين
في الحياة السياسية ونتيجة تطويرهم لنظامهم السياسي الديمقراطي، ومما لا يخفى
علينا أن "أثينا" من أبرز المدن اليونانية التي ساهمت في تعزيز وتطوير
النظام السياسي الديمقراطي. إذن اليونان كانوا يتميزون بنظام ديمقراطي وسياسي جيد.
ثالثاً على المستوى الفلسفي
- كانوا اليونانيون بارعون في الفلسفة، كانت فلسفتهم من الأعمدة التي بنيت
عليها الفلسفة الغربية، من كبار هؤلاء الفلاسفة البارزين أب الفلسفة
سقراط، باعتباره الأب الروحي لأم العلوم كذلك الحال بالنسبة لأفلاطون وأرسطو برزوا
في الفكر الفلسفي اليوناني، فلسفتهم عند فلاسفة العرب كانت موضوعاً للمنهج العلمي
والبحث، فهذا الموروث اليوناني المحض تم نقله للفلسفة الإسلامية على يد بعض مفكرها
كالفارابي، ابن سينا، وابن رشد الخ... تناول فلاسفة اليونان مواضيع فلسفية متشعبة
من أجل فهم حقيقة العالم، تناولوا موضوع الأخلاق كما هو معلوم أن هذه المجزوؤة أصبحت تدرس بشكل أكاديمي
في المدارس ومؤطرة بالنظام المدرسي، فمجزوؤة الأخلاق موضوعا من المواضيع الفكرية
التي اختلفت فيها الآراء وتباينت المواقف، بين مؤيد ومعارض، كذلك المعرفة ، أثارت
جدلا واسعا في مجال الفكر في الساحة الفلسفية، ساهمت أفكارهم الفلسفية في بناء
فلسفات أخرى، وأثرت على مجموعة من المفكرين والفلاسفة عبر جل العصور التاريخية.
رابعاً. على المستوى الأدبي - لليونان أعمالاً أدبية هامة، مثل "الإلياذة" يعتبر هذا العمل الأدبي من الأعمال الضخمة،
كذلك للمسرحيات الكلاسيكية، تناولت موضوعات ورسائل أخلاقية وإنسانية.
خامساً على المستوى العمارة ( العمران) - من مميزات العمارة المعابد المبهرة كمعبد
هذا المعبد مبهر وفائق الجمال يوجد تحديداً في مدينة
اثينا" المدينة المشهورة في اليونان، ومن أعرق المدن اليونانية في التاريخ.
سادساً :على المستوى الفني-كانوا يتميزون بالفنون البصرية التي جسدت آنذاك جمالاً مثالياً للسحر
والجسد البشري.
سابعاً :على المستوى الثقافي-أثرت ثقافتهم على ثقافة الحضارات الإنسانية الأخرى، خصوصاً في العصور
الرومانية وفي النهضة الأوروبية التي شهدت ازدهارا كبيراً على جميع المستويات
الفكرية.