إن المادية الجدلية أو الدياليكتيك من المواضيع الفلسفية المتشعبة المثيرة للجدل، حيث اختلافت المواقف وتباينت الأراء، تعتبر المادية الجدلية تطويرا وتحديداً للفكر الفلسفي الهيغلي " نسبة للفيلسوف هيجل، وهي تغير الفكرة المثالية إلى المادية وهذا التحول أساسي لا محل. سنقوم بطرح بعض النقط والمفارقات والتشابهات بين كارل ماركس وهيجل. يرى هيجل أن المثالية مطلقة واعتمد على فكرة مفادها أن الروح والفكرة هما الأساس الذي يوجه التاريخ، وربط هيجل هذا المفهوم بالعملية العقلية التي تسعى نحو تحقيق الحرية. على غرار كارل ماركس يرى أن التفاوت الإقتصادي والصراع الطبقي هو العمود الفقري للتغيير الإجتماعي، موضحاً البعد المادي، بمعنى آخر يرى أن التاريخ كعملية مادية يتأثر بالعلاقات الإقتصادية، بحيث تتكون وتتشكل المجتمعات من خلال الصراع الطبيقي. من حيث المفهوم استخدم هيجل الجدلية كعملية تفاعل بين المفاهيم والأطروحات بينما كارل ماركس حافظ على مفهوم المادية (الدياليكتيك).سنشير هنا إلى تفسير المفهوم. يقصد بالمادية :أن الأفكار نتاج للعالم الواقعي المادي، بمعناه أن الأفكار تشكل الواقع، بل بعكس ذلك الواقع هو الذي يصنع لنا الأفكار. الجدلية :وهي العمليات التفاعلية الديناميكية التي تحدث في المجتمع والطبيعة، بمعناه الصراعات الداخلية والتغيير الذي يحدث داخلياً. وبصفة عامة تستعمل المادية الجدلية الذي نحن بصدد تعريفها في دراسة الظواهر (فينومينولوجيا) هذه الظواهر تهتم بالتحليل السياسي والإجتماعي والإقتصادي. من حيث التناقضات : الأشياء التي تحدث تناقضا داخلياً تتطور، نتيجة هذا الصراع والتناقض. من حيث التغيير والصراع :كل الأشياء في الكون قابلة للتغيير والتطور، وكما هو معلوم أن الصراع هو اللبنة الأساسية لهذا التغيير. من حيث الترابط:الظواهر الذي تحدثنا عليها كلها مترابطة ببعضها البعض، بمعنى الظواهر السياسية والإجتماعية والإقتصادية مترابطة ببعضها البعض. في النتيجة يمكن القول بالنسبة للفيلسوف هيجل أن الإنتهاء من التناقضات يؤدي بفكرة مفادها التقدم والسعي نحو الكمال. لكن كارل ماركس يرى التناقضات وتحديداً في المجتمعات الرأسمالية تؤدي في النهاية إلى الصراعات وثورة. الباحث عزيز الصغيار