من البديهي أن المرأة قبل الإسلام مورس عليها الظلم بشتى أنواعه، كانت ضعيفة ومكسورة الجناح ليست بيدها حيلة، كانوا يحتقرونها وتذل، وتعيش في وضع لا يليق بها ولا بمكانتها مسكينة المرأة التي حملتك في بطنها تسعة أشهر. سنذكر بعض الأحكام عن المرأة في الديانات القديمة. على سبيل المثال يرى الاغريقيون أن لا وظيفة للمرأة سوى الإنجاب انظر إلى مكانتها عند الإغريق، وكانوا يصنفونها من المخلوقات الضعيفة الحقيرة، لأن في معتقدهم ان المرأة ترعى شؤون بيتها، الفيلسوف أرسطو أيضاً صنفها من العبيد، تعامل معها معاملة الخدم، لأنه يراها كائن ناقص، ضعيف الشخصية مسلوب الارادة، وكما جاء في كتاب جمهورية افلاطون، شجاعة الرجل في الأمر، وشجاعة المرأة في تأدية الأعمال الوضعية، بمعناه الأمر من الرجل والمرأة الطاعة والعبودية، كما هو معلوم في التشريعات اليهودية الظالمة في مرتبة الخادمة، والأب يحق له بيعها، ومن نصوص كتب اليهود أن المرأة مجرد متاع يتصرف فيه صاحبه كيف ما أراد. وفي الشريعة الهندية وتحديداً شريعة "مانو" إن المرأة تابعة لأبيها في الطفولة ولزوجها في شبابها، وفي حالة إذا مات زوجها تبعت ابناءها، وإذا لم يكون لها ابناء تبعت أقارب زوجها، بمعناه المراة في معتقدهم لا يجب أن تتحرر من سلطة زوجها سواء في بيعها او ما غير ذلك، وفي شريعة "مانو" إن المرأة زانية إذا خلت بالرجل مدة وجيزة، كما يجب على المرأة أن تموت مع زوجها، وتحرق جثتها مع جثته لأن هروبها من هذا الموقف ستحل بها اللعنة إلى الابد. كما في الصين القديمة ما كان معتقدهم مخالف لمعتقد الهند، كما كان اليونان الحق في ان يهدي امرأته بوصيته إلى أي صديق باختياره، وكان للفارسي أيضا طريقته في التصرف فيها كأنها سلعة والحكم عليها بالموت كأنها حيوان. كما أكد احد الحكام في القرن السادس عشر قبل الميلاد "أني" فقد نصح ابنه بقوله: "احذر أن تمشي في طاعة أنثى أو تسمح لها بأن تسيطر على رأيك. وعند الرومان كانت ملك للرجل للأب ثم الزوج، ثم أبناؤها وكان التصرف فيها كتصرف العبد، كانت تشترى وتباع، لا ترث وتورث، بحجة إنما يرث من يحمي الذمار ويدافع عن القبيل. وهي كما ذكرنا سابقاً لرعاية الأطفال وأعمال البيت. كما في الأسر المصرية كان التعدد مشروعاً، وكانت بيوت الأغنياء مملوءة وعامرة بالجواري من الفراعنة والأثرياء، فالخضارة المصرية خولت للمرأة الجلوس على العرش، ففي الحضارة المصرية أو الأمة تعتقد أن المرأة هي علة تلك الخطيئة والعلة في اللغة هي السبب. وهذا الإعتقاد بالخطيئة بعد الميلاد، وشاعت هذه العقيدة كما شاعت عقيدة اعتقاد الخطيئة الأبدية. يرو أن المرأة حليفة الشيطان والعياذ بالله ولا نجاة الزوج إلا بها. والذكر يعتبر محافظ على روابط الأسرة عبر قرون. كما جرت مناقشات في المتجمع الفرنسي حول المرأة وطرحت محموعة من الأسئلة على سبيل الذكر هل هي إنسان او شبه إنسان، أم مجردة من الإنسانية والتجريد في اللغة هو الفصل أو العزل. كما أن موضوع المرأة من المواضيع المتشعبة في العالم حيث اختلف المواقف وتباينت الأراء، وبعد تفكيرهم العميق رأوا أن يمنحو للمرأة شيئا من الإنصاف، بعد اجتماع وبإصدار قرار سنة 576 ميلادية قراراً عاماً مفاده "أن المرأة إنسان إلا أنها خلقت للذل والهون" وإلا تعتبر في اللغة العربية أداة استثناء والمراة استثنيت من حقوقها وواجباتها إلا أن قالوا عليها خلقت لخدمة الرجل وتعيش تحت رقابته وأمره. وعند الانجليز وتحديداً في عهد هنري "الثامن اصدر البرلمان مجموعة من القرارات من بسنها قرار يمنع المراة من قراءة كتاب "العهد الجديد"والنساء لم تكن لهن حقوقا من الحقوق الشخصية، ومما لا شك فيه ظلت المرأة في الجاهلية تحت سيطرة وظلم ومعاناة عانتها بسبب العقلية الذكورية، وكانت مهضومة الحقوق ومحرومة من أساسية الحياة كما كان يمارس عليها العنف والاضطهاد، وكانت لا ترث، كما كانت المرأة في الجاهلية فعلى سبيل المثال ولادة الأنثى كانت تجلب لهم العار، وكانت تدفن وهي حية، كما ان القرآن الكريم ذكر هذه المسألة اذا بشر أحدهم الأنثى، لقوله تعالى :{وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أو يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} صدق الله العظيم سورة النحل. ويقول الله سبحانه: قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} سورة الأنعام. وفي نفس السياق بعض قبائل العرب كانوا يستعملون العنف حتى القتل على سبيل المثال قتل الذكور والإناث خوفاً من الفقر وحرمت هذه العادات السيئة القبيحة لأنها من الجرائم الكبرى التي حرمها الله سبحانه وتعالى. لقوله تعالى :{ولا تقتلوا اولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطأ كبيراً} َ... صدق الله العظيم.سورة الإسراء. وللتوضيح خشية إملاق أي خوفاً من الفقر. وفي عهد الجاهلية المرأة بعكس الرجل عبرت عن موقفها وإيمانها ورجاحة عقلها والرضى بمولودها، وهذا دليل على قدرة المرأة في الصبر والثبات والتحمل. فالإسلام نصف المرأة وحررها من قيود العبودية والسيطرة الذكورية وحررها من الإهانة، وحررها من الظلم والتعسف والقهر ونكاح الاستبضاع، البغاء، الشغار وغيرها من الأنكحة الباطلة، مثل هذه الأنكحة لا يثبت بها النسب ولا يتحقق بها رحمة ولا عدل حيث جعل الله سبحانه وتعالى بين الزوجين مودة ورحمة، وكان يباح أيضاً الإشتراك في زوجة واحدة حتى نفى الإسلام هذه العادة السيئة . اشارت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الجاهلية إلى النكاح فقالت :كان يجتمع الرهط دون العشرة فيدخلون على المرأة فيصيبونها، فإذا حملت ووضعت ترسل إليهم، فلا يستطيع واحد منهم ان يمتنع. فإذا اجتمعوا عندها قالت لهم :قد عرفتم الذي كان في أمركم فهو ابنك يا فلان، وتسمى من أحبت بإسمه فتلحق به ولدها ولا يستطيع أن يمتنع عن الرجل منقول عن البخاري. نستشف مما سبق قبل الإسلام في المتقدات القديمة كانت المرأة مهضومة الحقوق ضحية المجتمع الذكوري حيث سيطروا عليها بشتى أنواع العبودية والتعسف والقهر والظلم. حتى جاء الإسلام نتيجة تحريرها بحجة القرآن الكريم من أجل إنصافها وإعطاء لها المكانة التي تستحقها في المجتمع.